السبت، 27 مايو 2017

غضبٌ في دهليز ظُلْمَة الجزء الأول بعنوان: شرارة الغضب.

"محمد" يبلغ من العمر عقدين، مهووس في العالم الافتراضي وحياته اليومية معظمها تكمن في الإنترنت، رأى إعلانًا في أحد المواقع مكتوبٌ فيه "لا مجال للضجر" قرر دخول هذا العنوان ويسجل فيه لتصادفه عدّة غرف وقد اختار أول واحدة، فرأى كثير من الناس يرتادون هذا الموقع. 

"فيصل" كان أحد من صادف معه الدخول بنفس توقيت محمد، بدأ الحديث محمد قائلًا: مرحبًا، أنا جديد ها هنا ولا أعرف كيف أستخدم الموقع بشكل جيد
رد عليه فيصل: أهلًا بك، أنا كذلك قد قمت بالتسجيل هنا عن طريق المصادفة قبل بضعة أيام. 
- "صدفة" خير من ألف ميعاد. 
- نعم هذا صحيح. 

دار حديث طويل بينهما، قرر كل منهما أن يختار غرفة فارغة لكي يتمكنا من أخذ كامل الراحة بالحديث، بالفعل وجدوا ففي اليوم التالي دخلا غرفة خاوية ليستقر كل منهما فيها، حتى أصبح الملل مع الوقت  سيد الموقف، اقترح فيصل على محمد بالدخول في أحد المواقع واللعب فيه بلعبة حرب شهيرة ورائعة، قَبِل اقتراحه محمد وذهبا للعبة و لعبوا واستمتع محمد بها، وبعد أن شيد قريته وأقوى عتاده، أعلن الحرب محمد على فتاة ليحطم ما بنته، فقررت أن تتحالف معه في هذه اللعبة مجبورة، اسم الفتاة "جود" وكانت قد تعبت كثيرًا لبناء هذه القرية مع صديقتها "سديم" التي وبختها بسبب تحالفها مع محمد، دار حديث صغير بين محمد وجود ليعرف بأنها تبلغ من العمر تسعة عشر عامًا وصديقتها مثل ذلك، تحالف فيصل مع محمد والفتاتين في اللعبة، بدأوا بالحديث المطول، إلى أن قال محمد: نسيت أن تخبرني يا فيصل كم تبلغ من العمر؟ 
- أنا في عقدي الثاني من العمر 
- جميل و أنا مثلك تمامًا. 

بدأ كل واحد يسأل الآخر عن اهتماماته و أشياء تجذبه، ليصبح جواب فيصل هو الأغرب! 
فقد قال: أنا مهتم في العالم الآخر وعالم الجن بالذات، أحب أن أجمع عنهم المعلومات بشغف. 
قالت سديم : كفى حديثًا عن هذه المخلوقات فهي تخيفني.

بعد حديث مطوّل انتزعه منهم طلب تحالف في نفس اللعبة من مستخدم آخر، قرروا قبول التحفال لما رأوه من قوة في عتاده.
انظم لهم هذا الشخص في نفس المحادثة ليعرفهم عن نفسه قائلاً: مرحبًا أنا اسمي طارق وأبلغ من العمر ست عشرة سنة. 
خاطبه فيصل: اووووه صغير جدًا وبإمكانك تحطيمنا! 
- بالرغم من صغر سنك على مثل هذه اللعبة ولكنك أقوى، يا للعجب!
ردت جود: نعم، لا شأن للعمر بذلك فمن يهتم بالعمر الأحمق فقط. 
قال فيصل مقاطعًا للكل: لننتهي من هذا الحديث الفارغ، سأخبركم بشيء، أنا لا أخشى الجن فهي مخلوقات حمقاء جدًا لدرجة أنها تبكي بمجرد خروج الشمس "قالها بلكنة سخرية مضحكة" 
قاطعته سديم: مهلًا كفى إذا كنت فعلًا تعرف الكثير عن الجن فأنت بهذه الطريقة تستفزهم! 
بزمجرةٍ قال طارق: دعيه يكمل !! 

- نعم، أنا أعلم و لكني أريد تحديهم .. سئمت القراءة عنهم فقط، أريد رؤيتهم

- كفى يا أحمق فأنا أيضًا أعلم عن الجن ما لا يقل عنك، يستحيل أن تراهم على هيئتهم الحقيقية أبدًا. 

- لنتحدث بأمر آخر بدأت أقلق من...
ليقاطعها بزمجرة غليظة طارق: أنا قلت لكم دعوه يكمل!! 
- ما بك يا طارق متحمس هكذا، هل أنت محب للجن؟ 
- نعم نعم هيا أكمل. 
- أنا أثبت لكل من يتواجد، العالم الآخر ضعيف جدًا وأضعف من عالمنا، وهم مملون لدرجة الجنون، مملون للدرجة التي ستجعلك تغفو بعد استيقاظك مباشرة! 
بلكنة سخرية واستخفاف استتبع حديثه: سأقول شيئًا آخر ثم سأخلد إلى النوم لأن الساعة قاربت الواحدة ليلاً، الجن كائنات بدائية وجهلة، لا يفقهون إلا هز الأرفف وإسقاط الأواني.  
إلى اللقاء غدًا... 

امتعض محمد من سفاهة قول فيصل، وقال لهم بصوتِ غضب: لاتعيروا كلامه أي اهتمام، إني لا أراه إلا جاهلًا ومتهورًا.

بضحكة خافتة قال لهم طارق: لا مشكلة لا مشكلة، سنرى إلى أين سيذهب بنا جهله، أنا ذاهب للنوم كذلك، تمتعوا بنوم وافر فقد تتمنونه في الغد ولا يأتي، اللعبة ستوشك على البدء!

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

قصة ينبوع الدم كاملة



ينبوع الدم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يسرني أن اعرض إليكم قصة ينبوع الدم كامله بأجزائها السبعه





قراءة ممتعة أعزائي القُراء
اتمنى انها قد اعجبتكم ونالت إرضاءكم

كما اود أن اشكركم على تفاعلكم الرائع معي حيث ان عدد من قد زار مدونتي 6000+ وكل هذا من فضل الله عز وجل ثم فضلكم

استودعكم الله ..
محبكم : مروان الحربي .

ملاحظة : عند وجود اي خطأ بالروابط الرجاء إعلامي .

  جميع الحقوق محفوظة لـ _imrn2@ - مروان الحربي ©

ينبوع الدم #7



ينبوع الدم 7#



رأى فتحة شبيهة بالكوخ في أحد جوانب البيوت سارع بالدخول فيه و الاختباء نظراً لكبر حجمه.

دخل سريعاً فلم يلبث إلا أن يرى بعينه المليئة باليأس أقدام (شيماء) تتجول.

و كانت مزرقة تميل للبنفسجي فيها رضوض نوعاً ما.

لم يقاوم حجم قدمها الهائل حتى لبث بالإرتجاف ، لم يرى مشهداً كهذا من قبل.


اتجهت أصابع قدميها نحو (وليد) لتمشي ببطئ نحوه ، خطوة فخطوة و (وليد) كان ينتظر حتفه.

فجأة !! اختفت هاتين القدمين ، تبددت كالسراب من دون أن تؤذيه ، (وليد) أراد أن يبقى في مكانه حتى يتأكد من خلو الخارج من أي كائن ، قاطع اقتراحه صوت طفل يهمس في أذنه "انت لن تذهب إلى أي مكان يا دميتي الجديدة" ثم صوت ضحكة طفل قبضت قلب (وليد) ليفزع للخارج يجري.

يدور في وسط القرية لا يعلم ماذا يحدث ، استجمع قواه و ذهب إلى المعبد ليرى ما كان هناك قد يكون ذاك المكان مساعد له.

أخذ يجري و يجري إلى أن وصل إلى المعبد.

توقف مندهش من البناء ، فإنه من طراز (الماني) ليثبت له بأن من كان هنا هم ألمان.

حاول أن يفتح الباب لكنه موصد بقفل ، بحث و بحث عن حجر كبير ليكسر به القفل ، وجد حجرة فأمسك بها و أخذ يطرق القفل حتى كُلَّ متنه ، أعاد الكرّة إلى أن تمكن فعلاً من كسره.

دخل فرأى أن الغريب هو الداخل وليس الخارج ، فهو يرى هياكل الجثث قد قُلِعت أرواحها في وقت تعبدهم.

اقترب شيئاً فشيئاً من المكان الذي يقف  فيه (القس) *وهو الأب الروحي في معتقدات المسيح.

رأى أن هناك نقوش قد نقشت على خشبة مسرح الكنيسة مكتوبٌ فيها  (Stealth Assassin Pastor)    لم يفهم شيء لأنها لغة ألمانية ،  بعثر الأوراق في هذه الكنيسة ليبحث عن أي شيء يترجم هذه العبارة  ، و عندما وجد كتاب "قاموس" يترجم اللغة الألمانية إلى الانجليزية أخذ بتجميع كلمات العبارة و النظر إلى ما يُقصد بها بالانجليزية ليكتشف أنها تعني ( الشبح قاتل القس )  و قد رأى أن من خطها القس قُبيل وفاته الغامضة .


ذهب إلى جثة (القس) فرأى مفتاح بجانبه من (ذهب) لا يعلم ماذا يفتح لكنه احتفظ به (من باب الاحتياطات)

و انطلق مسرعاً لخارج الكنيسة ليتفاجأ بـ(شيماء) واقفة على المخرج بابتسامة خبث و عينيها ترسل الحقد إلى (وليد) 

كانت ردة فعل (وليد) أن ذهب إلى باب خلفي للبحث عن مخرج لكنه مقفل أخذ يهزه مرارا و تكرارا لكن دون جدوى ، تذكر أنه يحمل مفتاح معه أخرجه من جيبه و هرع بمحاولة فتح الباب به و بالفعل تمكن من ذلك.

دخل بسرعة ليجد ما لم يكن بالحسبان ، رأى أمامه (مروان) مبتسم ينظر إلى (وليد) و يمشي رويدا رويدا نحوه ، لم يطمئن (وليد) لـ(مروان) بل أخذ كامل احتياطه ، سرعان ما نطق (مروان) بعبارة واحدة فقط و هي (الهرب لا ينجيك من هذه القرية ، انت هالك لا محالة) اكتشف (وليد) متأخراً أن هذا لا يمكن أن يكون مروان ، فمروان لا يقول مثل هذا أبداً.

اقترب (مروان) من (وليد) ليمسك بأكتافه وكانت يديه شديدة البرودة سارع وليد بإبعاد يديه و دفعه للخلف و أسرع بالجري نحو ممر ضيق ليبحث عن مخرج من خلاله فلم يجد ، رأى فتحة تهوية نزع الغطاء و دخل فيها ليزحف باحثا عن الخلاص ، استمر في الزحف إلى أن وجد فتحة تهوية أخرى خرج منها فألقته في زاوية المعبد ، تحديداً في نفس المكان التي تتواجد (شيماء) ، التفت يمينا و شمالا ليرى هل شيماء هنا أم لا ، لم يجد أحداً نهض و أخذ بالركض لبوابة المخرج و قد ظهرت (شيماء) بجانبه عندما كان يمسك بمقبض الباب أمسكت بيده فأصبحت تتمتم (إلى أين ، نحن لم نبدأ بعد) ، نظر في وجهها و هو عن قرب فرأى ما لم يراه من قبل ، وجه شاحب عيون صفراء لونها ، ابتسامة توحي لما هو سيء ، فمها لا يكاد أن يكون فم بشري.

أخذ بالنظر فقط لا يعلم ماذا سيحدث ، حاول أن ينزع يده الضعيفة من قبضة يد شيماء القاتلة.

حاول دون جدوى ، استعمل يده الأخرى لفتح الباب ، و قد كانت (شيماء) تجذبه إليها ، قاوم و قاوم إلى أن أمسك بشيء جانبه ليسكنه في رأسها و قد تخلص منها.

عندما خرج سمع صراخها في الداخل ، و لا يبشر هذا الصراخ بخير فهو صراخ غضب ، لأن (شيماء) كان سبب مقتلها ضربة في الرأس و ربما تظن بأن وليد هو أمجد.
الصرخة قد مزقت أذن وليد و بدأ بالركض إلى أن وصل قلب القرية النابض "بئرها"

فوجد أن الماء يتدفق منه كينابيع و فجأة يتحول إلى دم ، يخفق قلب وليد بشدة لا يعلم ما العمل.

أخذت أبواب و نوافذ البيوت المحيطة و المهترئة بالتحرك بقوة مصدرة أصوات ضجيج و وليد لا يسعه إلا أن يحرك رأسه شمالاً و يميناً.

و خرجت من البيوت جثث حية تتحرك نحو وليد ، رأى من خلفه (شيماء) قادمة تترنح بغضب لم يرى مثله من قبل ، ركض نحو البئر فهو الوحيد الذي يمكنه من الخلاص ، فكر بأن يلقي (شيماء) داخله ، لكنه قد قال في نفسه أنها فكرة سيئة.

ألقى وليد بصدره على البئر ليرى ما بداخله ، فظهرت فجأة (شيماء) من خلفه لتصرخ في أذنه بصوت يطابق صوت ذاك الرجل الغامض الأجهش الخشن قائلة (انتهيت الآن ، لا خلاص لك ودع نفسك).

و ألقت بـ(وليد) داخل البئر ليصرخ وليد معلناً أن النهاية قد حلت عليه.

ضحكت كثيراً شيماء ليملأ الضحك أرجاء المكان ، و قد أنهت حياة وليد و مروان و قبلهم أعداد كبيرة من الأبرياء.

أخطأ وليد خطأ فادح عندما أزاح الغطاء و حرر شيماء ، و أيضاً عندما لم يسمع نصيحة ذاك المسن ، حيث قال له بأن لا يلتفت لما يخرج من جوانب البئر ، هذا المسن هو الوحيد الناجي من موقعة القرية و لم يصدقه أحد و وصفوه بالمجنون أيضاً ، و الفائدة من قوله لـ(وليد) من عدم النظر لما يخرج من البئر لأنه كان يعرف بأنها ستجذبه لرؤية ما بداخل البئر فتلقيه (شيماء) داخله و كل من اختفى في غموض هذا هو حتفهم أن تلقيهم داخل بئر ينبوع الدم.

وكانت الرسالة المشفرة التي تمكن من حل عقدتها سعد تحوي عبارة لم يفصح عنها سعد لأي شخص ولا يعلم أي كائن غير سعد و من أرسلها بمحتواها.

أُسدِل الستار على قضية اختفاء كل من وليد و مروان بالغموض ، و ما تزال تلك قرية مجهولة لجموع الناس الذين لم يأتوا إليها ليقتنع الأغلبية  إلى الآن بأنها كذبة من كذبات الزمن و خزعبلات من قصص الأجداد.

و ما تزال "ينبوع الدم" في دائرة الغموض و الرعب لمن يأتي إليها فانتبه أن تذهب مع طريقها لكي لا تنقطع هناك و تختفي وراء المجهول !

 



النهاية .
  جميع الحقوق محفوظة لـ _imrn2@ - مروان الحربي ©

ينبوع الدم #6



ينبوع الدم 6#



بعد خروج مروان من ذاك القبو ، هم نحو البئر يجري بسرعة و قد كان الغضب قد ملأ شريان جسده.

عندما وصل إلى البئر أمسك بغطائه و رفعه و ألقى نظرة في داخله ، فإذا بصوت بكاء.

أضاء إلى قعر البئر ليرى من هناك ، فإذا بمخلوق ينظر إلى عينيه مباشرة و يبتسم قائلاً : لن تنجو.

رمى غطاء البئر ، و هرب مسرعاً ، و يا لها من غلطة ، فقد نسي إغلاق البئر ، و هو بذلك قد حرر (شيماء) بشكل كامل !!

ذهب للبحث عن شيء يفيد ،  لإنقاذ مروان أولاً ، و الخروج من القرية ثانياً.

ذهب باتجاه منزل عمدة هذه القرية للبحث عن معلومات كافية.

عند دخوله المنزل اتجه مباشرة نحو أول غرفة تقع عليها عينيه.

بحث و بحث لكن دون فائدة ، خرج بسرعة ، و دخل غرفة أخرى و قد وجد مكتبة العمدة.

رأى فيها المكتب و هم للبحث فيه ، وجد خريطة كاملة للقرية ، أصبح وليد حائر في أمره يقول : غريب كيف لم يمحو الزمان أثرها !!

فتحها*

أخذ ينظر إليها بضع دقائق ثم قال : يا إلهي !! ما هذا تفاصيل القرية مريب ، هي ليست قرية فقط بل يوجد فيها معبد أيضاً كان سراً لا يعرف عنه إلا العمدة ، قد كان يجلب الزوار هنا لكي يتعبدون مقابل أن يدفعوا له المال !!

ما أبشع هذا الرجل ، إذاً ليس غريباً أمر ابنه.

طوى الخريطة و وضعها في جيبه و قرر الذهاب إلى هذا المعبد.

فور ذهابه نحو الباب سمع صوت صرير الباب يُفتح.

اختبأ تحت المكتب بسرعة.

صوت خطوات تقترب شيئاً فشيئاً نحوه ، كل حين يعلو صوت قرع هاتين القدمين.

فجأة !! اختفى الصوت ، اطمئن قلب وليد.

خرج من مكانه لكي يذهب ، فإذا من يمسك كتفه من الخلف ، جمد في مكانه ، لا يعلم ماذا يفعل ، يجذبه هذا الكائن نحوه.

قاوم وليد و أبعد كلتا يديه عنه و أخذ بالجري خارجاً ، و قد كان متجهاً نحو المعبد.

أين يا ترى !! آه صحيح بجانب البئر من الجانب الأيسر بخمس منازل.

و قد كان البئر أمامه ، فإذا برجل يصرخ وليد أرجوك ساعدني !!

و كأن هذا الصوت مألوف لي ، التفت يميناً فإذا بالمسن قد صُلِب !!

يا إلهي انا قادم سأساعدك ، لكن مهلاً ألم يقل لي حتى و إن رأيتني أهرب ؟

قاطع تفكير وليد المسن قائلاً : بني انا أعلم بأنني قلت لك إن رأيتني أهرب لكن انا فعلاً ذاك المسن أحتاج مساعدتك أرجوك لا أريد أن أموت هكذا.

يا إلهي إنه فعلاً يحتاج إلى المساعدة.

ذهب نحوه خطوة تلي خطوة بحذر شديد.

أقترب منه ، رأى أنه قد علق بحبل رفيع ، قطعه لكي ينزل الخشب المُصْلَب فيه هذا المسن ، حاول إخراج حديدتين قد ثبتتا في كلتا يديه ، بقوة تمكن من إخراجها وسط صراخ ألم من المسن.

بعد أن أخرجه قال له : كيف أتيت إلى هنا ؟

لم يجبه ، تبدد كالسراب ، يا إلهي !! كم انا أحمق لمَ وثقت به ؟

لكن ما هذا يا ترى ؟
تباً لايهم.

أكمل مسيرته نحو المعبد ، لكن المفاجأة ، بأن رأى أمامه (شيماء) تهمس بعبارات لا تُسمع قادمة نحو (وليد) تترنح.

زادت الرهبة في نفس وليد أسرع نحو أقرب مكان ليختبئ فيه ، على أمل أن لا تراه و ترحل.

كان يرتجف بشدة قائلاً : ليتني سمعت كلمة مروان منذ البداية و لم أذهب لهذه القرية ، لكان مروان الآن بجانبي.


  


يتبع ..
 جميع الحقوق محفوظة لـ _imrn2@ - مروان الحربي ©

ينبوع الدم #5



ينبوع الدم 5#


خرجا من ذلك الكوخ بعد أن سمعا تلك الصرخة المدوية وبدأ كل واحد منهم يجري .. 

يجري نحو المجهول ! على أمل أن يجدوا مخرج من هذا المأزق الدموي .. 

اختفى صوت الصراخ تدريجياً وانخفضت تلك الأصوات التي كانت تلاحقهم  ، في حين توقف ( وليد ) و ( مروان ) ليلتقطوا أنفاسهم  .. 

قال ( وليد ) في ندمٍ شديد وواضح : 
- أنا أسف ياصديقي أنا من وضعتك في هذا المأزق . 

- لا وقت لذلك يا ( وليد ) فلنهرب بسرعة !


ذهبا إلى موقع البئر ، هو قلب الحدث و فيه قد قتلت "شيماء".

رأى وليد أن البئر في محيطه قد يتدفق منه  سائل غريب شيئاً فشيئاً و كأنه دم.

تذكر أن المسن قد قال له "لا تنظر في أي شيء يخرج من جوانب البئر و حتى إن رأيتني أهرب فقط أهرب"

حاول أن يتلازم الهدوء لكي لا يُفزع مروان ، بدأ و كأن سراب من خلف البئر قادم لهم خُيِّل لهم أن هذا السراب هو بشري قادم.

مروان قد قال لـ(وليد) : من هذا ؟ قد يكون وقع في مأزق مثلنا لنساعده.

لم يطمئن قلب وليد لهذا القادم فقال : هيا بسرعة لنهرب لا تثق بأي شخص هنا.

ركضا نحو قبو بجانب أحد البيوت القديمة لكي يدخلا فيه حتى يذهب هذا الغريب.

حاول أن يفتحه مروان لكنه مغلق بإحكام ، بحث عن حجر أو أي شيء لكسر القفل.

و فعلاً قد كسره ، و دخلا إلى القبو بسرعة و بطيش دون تفكير بما سيحدث داخله.

*يدخلان ببطء*

مروان دب بداخله الرعب يلتفت يميناً و شمالاً.

جلس كل منهما ينتظران القدر و ما الذي سيفعله أو بالأحرى ما الذي سيُكتب لهما.

في صمت المكان قال مروان بضحكة فقدان أمل : لا أعلم لكني فقدت كل أملي بالخروج ، فأنا أبداً لم أشاهدك تسيء التصرف في مثل هذه المواقف لمَ يا وليد لمَ ؟

رأى وليد الحيرة في عيون مروان ، ابتسم و قال له : حسناً سأخبرك بأمر ما انا ...

فإذا بصوت وقوع زجاجة في داخل القبو لفتت انتباه كليهما.

أشهر مروان الضوء بصوت خافت و تردد 

- من هنا ؟

تقدم قليلاً ليرى ما الذي حدث !!

رأى وليد قدمين خلف الطاولة التي وقعت منها الزجاجة و قد هربت بسرعة عندما لاحظها.

صعق قال لمروان : يا إلهي تعال بسرعة بسرعة.

هرع مروان لإستجابة نداء وليد ، فإذا من يمسك قدميه ، و كأنها ضحكة طفل.

كلام متلعثم لا يُفهم كل الوضوح منه بأنه يردد : لعبتي الجديدة لعبتي الجديدة.

كان يقصد مروان !! 

صرخ مروان : وليد أحدهم أمسك بي و كان واقع على الأرض.

رمى كل ما في يديه و هم لمساعدة مروان أمسك بيديه و شده بقوة لكن مقاومة من يمسك قدمي (مروان) كانت قوية.

كأن صوتاً آخر مع صوت الطفل قد حضر ، و كأنه صوت امرأة !!

كان لا يُرى إلا ظلها يترنح على الجدار العكسي قادمة نحو مروان و وليد و هي تقول : اترك لعبة ابني.

مروان فقد الأمل : اتركني يا وليد أرجوك أتركني و أهرب لا أمل من إنقاذي.

- أصمت يا جبان لن أتركك هنا مع هؤلاء.

- أخرس لا وقت للجدال ، إن قُضي علينا نحن الاثنين معاً ، فقد يطمس سر هذه القرية ولا يعرف محتواها الناس فيأتون هنا و يقتلون كما حال الأبرياء البقية.

أبعد يدي وليد عنه سقط وليد.

فإذا بـمروان يُسحب 

صرخ وليد مروان و قد وقف لكي يمسك يده من جديد فهو لم يفلت يديه بل مروان من أرغمه على ذلك.

حاول إمساك يد مروان مجدداً فإذا بالأوان قد فات !!

لم أصدق ما حدث ، هل حقاً مات مروان ؟

يا إلهي ماذا فعلت بهذا المسكين ، قد دمرت حياته و انتهت !!

صوت خافت من خلف وليد يهمس في أذنه *أرحل من هنا قبل أن أجعلك طعاماً لقطتي*

التفت سريعاً مروان خلفه لم يرى شيئاً

عرف أن الجلوس هنا لا فائدة منه ، فقد ينقذ حياة مروان حقاً إن أسرع في سباق الزمن.

خرج مروان من القبو و هو عازم على إخراج مروان من هذه الورطة.

فقد قال بصوت غضب : بدأت الحرب الآن.




يتبع ..
  جميع الحقوق محفوظة لـ _imrn2@ - مروان الحربي ©



ينبوع الدم #4



ينبوع الدم 4#



*يترجل وليد من السيارة ليرى ما مشكلتها.


- لا أرى بها أي خلل !! مروان تعال إلى هنا بسرعة.

- ما الأمر !! هل عرفت مشكلتها ؟

- لا ياصديقي فهي لا تشكو من خلل.

أقشعر جسد مروان ، تتهاوى في رأسه هواجيس أن هذا من فعل هذه القرية.

قد غضب مروان بشدة التفت إلى وليد

- وليد والآن ماذا أخبرني ماذا سنفعل هل انتهى الأمر أم أنك يا صاحب الخبرة والمعرفة ستخرجنا أحياء ؟

- مروان !! ما بك فقط اصمت نحن لم نبدأ بعد ، أيضاً القرية قريبة منا لا تنسى أن هذا المكان هو ما نرجو الوصول إليه ، خذ ما تستطيع حمله من السيارة وهيا بنا لنذهب سيراً فهي قريبة. 

(مروان) *يأخذ نفساً عميق* يقول في نفسه ما بي ؟ انا من عزم الذهاب لن أتخلى عنه في هذه المرحلة.

قاطع صمته وليد.

-هيا بنا ألن تذهب ؟ 

- لا بالتأكيد فأنا معك.

بدأ بالسير ، نحو القرية المعتمة الموحشة المشؤومة ، لا يعرف أي منهما من أين يدخل ، كل جانب منها يغرقه الرعب ، اقتربا من مدخلها فإذا بجوال وليد يرن !! 


قتل الرعب الجو ، من يتصل الآن ، بالأصل كيف توجد تغطية هنا !! 

فتح جواله رأى أن لا شبكة به ، صعق !! 

رأى الرقم فإذا هو الرجل الغريب !!! 


ترادد بالرد ، شعر بالقليل من الخطر ...

أستجمع قواه و فتح الخط.

- نعم ؟ 

فإذا بصوت من يحادثه يمتلئ رعباً مختلف قليلا عن السابق.

- حسناً ، فل تشكر صديقكم سعد ، على رفضه لإعطائكم تلك الطلاسم المشفرة ، لإن إن فعل سيكون يومكم للنسيان *يضحك ضحكة رهيبة* فأغلق الخط....


لم يكترث له ، دخل حدود هذه القرية ، رأى مالا يُرى ، هو لم يرى جماجم أو عظام أو هياكل بشرية.

رأى كتابات قد خطت بدم إنسان قيل فيها *أخرجوا فإن ينبوع الدم حقيقة*

يا إلهي هل هي إشارة لنا للتقدم أم الانسحاب ! انا أريدها حقيقة سأتقدم *هذا ما يدور في رأس وليد*

التفت مروان يمينه صرخ بصوت مرتفع *ما هذا*

شد انتباه وليد !!

- ما بك !! 

- أأأ أنظر إلى هنا *يشير بيده إلى أعالي شجرة ميتة*

نظر وليد خرج منه فجأة *ما هذا !!!!*


هل هو حقاً يا إلهي !!!!


مروان أرجوك قل لي أنه خيال قالها وليد لمروان.

أقسم لك بأني أرى ما تراه.


رأى كل من وليد و مروان رأس نفس الشخص الذي نشر مقالة وصور عن هذه القرية ، فقد رأيا صورته في أحد مقاطع الفيديو له.

وليد لنخرج أرجوك بسرعة انا خائف.

وليد لبى طلب مروان ، هيا بنا بسرعة.


هرع كل منهما نحو المخرج فإذا بشخص طويل القامة يقف قاطعاً الطريق بينهم وبين المخرج ، و كأنه يقول لا مخرج لكما...


وقفا وذهلا بل صعقا ما هذا الشيء !!

وليد أمسك بيد مروان و سحبه بقوة ، هيا بنا لنهرب إلى أي مكان.


دخلا في أحد المنازل المهشمة ، لكي يلتقطا الأنفاس.

صوت خشخشة في الأرض خطوات قادمة نحوهما !! 

بدأ الرعب يتغلغل تارة في مروان و تارة في وليد ، سرعات نبضهما تتضاعف.

اختفت الخطوات فجأة ...

هرع وليد ليرى من بالخارج !!

لا أحد !! 

فجأة إذا بصوت يملأ أرجاء القرية يكاد يسمع  في كل مكان.

صوت صراخ مدوي ، ما هذا الشيء !! 

هل هو صراخ شيماء تريد الانتقام لأننا أتينا هنا !!!


يا إلهي ماذا أفعل فقد تنتهي حياتي و حياة مروان هنا...




يتبع ..
  جميع الحقوق محفوظة لـ _imrn2@ - مروان الحربي ©


ينبوع الدم #3



ينبوع الدم 3#


*في صباح الغد. 


-  يافتى أين انت الساعة الآن الثامنة والنصف.

-أهلاً مروان أوه أسف جداً لم أنم منذ البارحة فقد بحثت قليلاً عن صور خارجية للقرية لكن دون جدوى.

-لا يهم هذا ،  المهم أن تأتي حالاً لكي نذهب للقرية فالمسافة طويلة ولن نصل قبل الغروب.

-حسناً انا قادم حالًا.


ذهب وليد ليأخذ ما يحتاج في هذه الرحلة الموحشة ، لكن الغريب !! أنه أخذ ملح معه لأنه يعرف بأن الملح يردع الجن قليلاً ، ليس الغريب هنا بل الغريب أنه يعلم أن الذي سيواجه ليس مخلوقاً كالجن ...

وصل إلى مروان الذي عليه أن يأخذ معه ما يكفي من الطعام إن حصل وتعطلت السيارة.

- أهلاً مروان هيا بسرعة لا نملك الكثير من الوقت.

-حسناً حسناً انا قادم إليك حالاً.

*صوت هاتف يرن*

ينظر وليد بغرابة فإذا بنفس الرقم الذي يتصل.

لم يخف أستجمع قواه أخذ الهاتف.

-مرحباً ؟ 

*صوت ضحكة*

-أهلاً بالشجاع وليد ، يا عزيزي لن تفيد هذه الشجاعة عد إلى منزلك لكي لا تخسر روحك وروح صديقك.

-تباً لك يا هذا من انت؟ 

- حسناً سأقول لك أمراً ، إن ذهبت إلى القرية ستجدني وستعرف من انا ، إلى اللقاء الأبدي إن ذهبت إلى هناك يا صغير.

*ضحكة*

أذهب سأخسر تحدي قديم بيني وبين أبي ، فقد قلت له لن أخاف من أي شيء ، سأذهب يعني سأذهب.

قاطع تفكيره مروان بفتح باب السيارة. 

-السلام عليكم ، هيا بنا الآن.

-وعليكم السلام *قالها بصوت يرتعش* حسناً لنذهب.

ذهبا بسرعة لكي يستطيعون الوصول قبل الغروب ورؤية القرية في النور قبل الظلام.

في منتصف الطريق وسط معمعة الهدوء قاطع الصمت مروان بصرخة انذهال.

-اه مروان !! ما الأمر !! ماذا بك ؟ 

- شاهد هذا يا وليد ، رسالة  أتت على البريد فيه مقطع فيديو للقرية !!


*أوقف السيارة. 

-أعطني الهاتف.

*يفتح المقطع فإذا فيه رموز ، وليد لم يفهم شيء.

- ما هذا !! 

-دعها لي أعتقد بأنها شفرة ما لكن من الصعب جداً أن أستطيع حلها وقد لا أتمكن من ذلك !!


*يتصل على صديقه.

- مرحباً سعد ، أتتني الآن رسالة فيديو فيها رسالة مشفرة لا أعلم محتواها أريد مساعدتك في حلها.

-أهلاً بك مروان ، حسناً أرسل إلي الفيديو و سأحاول أن أفك هذه الشفرة.

-حسناً لك هذا.

أرسل له هذا الفيديو المريب ، مروان استغرب ، لمَ أُرسِل إلينا بفيديو يحوي شفرة ؟ 

بالتأكيد الجواب عند وليد.

-وليد أريد أن أعرف ، هل حدث لك أي شيء يخص القرية ؟ هل تحدثت مع أي شخص عنها ؟

-حسناً سأخبرك قد تحدثت مرارا مع رجل مريب لا أعرف من هو يحذرني عدم دخول هذه القرية لذلك تراني هكذا.

-نظرات غضب من مروان : ماذا !! ولمَ لم أعلم إلا الآن ؟ 

-أسف كنت حسبت بأنك ستترك أمر هذه القرية وانا أرغب بها بشدة.

- عزيزي وليد من المستحيل أن أدعك تذهب وحيد ، الآن هيا بنا لنستغل عامل الوقت و نذهب إلى هذه القرية المشؤومة لنرى ما تحويه هل هي خرافات أم حقيقة.

مروان يرن.

-أهلاً سعد.

- أهلاً مروان ، قبل أن أخبرك بأمر هذا اللغز ، إلى أين  ذاهب أنت و وليد؟

صعق و انذهل مروان !!

- وكيف عرفت هذا ؟ 

- أحمق أنت وهو الرسالة محتواها لا يبشر بخير إن قلتها لك ستحدث لكما أمور لا يحمد عقباها عد إلى هنا بسرعة !!

- مالذي تقوله !! أخبرني ماذا تحوي ؟!!



*قاطعه وليد. 

-ما الأمر !!

-لا شيء انتظر فقط.

-سعد أرجوك أخبرني ماذا سيحدث ؟ 

-مروان لا أستطيع إخبارك أين انتما الآن عودا بسرعة !! 

*قطع الاتصال 

-ألو سعد !! 

ما من مجيب. 

- تباً نفدت بطارية هاتفي !!

وليد مستغرب 

- ماذا حدث

-لا شيء لا شيء فقط يقول علينا العودة بسرعة وإلا لن يبشر ذهابنا بخير !!!

-ماذا !! نعود الآن ! مستحيل فقط أوشكنا على الوصول.


مروان قليلاً خائف ..


-أرجوك نريد العودة الآن فسعد ليس من النوع الذي يمازحك في مثل هذه أمور.

- لن نعود فقط أرني أين نحن الآن.

*مروان قمة في الخوف 

- لا أعلم لا أعلم !! 

وليد رأى أنه مشوش قليلاً.

- سأجعلك تهدأ.

قبل الغروب بـ 10 دقائق وصل كل من وليد و مروان إلى مشارف حدود القرية.

انتاب وليد شعور اللاشيء أي أنه لا يعرف ما هذا وكيف وماذا يرى ، كل ما حوله يخبره بأن القادم سيكون أعظم.

مروان كان قد أخذ غفوة قليلة وقد أستيقظ.

رأى ما رآه وليد. 

- يا إلهي ما هذا وكأني في عالم آخر أم أن هذا خيال !!

الغريب أن المحيط أرض قاحلة ، لكن ما الذي يريانه ؟ 

- وليد مع أنها أرض قاحلة إلى أنني أرى ما لا يرى بالعين.

- أعلم أعلم انا أرى ذلك أعتقد بأنه بسبب القرية.

يسيران بثبات ، قد أقتربا من القرية حتى يكاد أن يُرى ما بداخلها بالعين المجردة.

بعد نصف ساعة من غروب الشمس إذ بالسيارة قد تعطلت !!

-تباً ماذا حدث ليس الآن نريد أن نتعمق في القرية أكثر.

- وليد وليد ، هل نسيت كل من أتى إلى القرية يحدث له هذا.

يا إلهي نفس السيناريو يتكرر معنا ...




يتبع ..
  جميع الحقوق محفوظة لـ _imrn2@ - مروان الحربي ©