"محمد" يبلغ من العمر عقدين، مهووس في العالم الافتراضي وحياته اليومية معظمها تكمن في الإنترنت، رأى إعلانًا في أحد المواقع مكتوبٌ فيه "لا مجال للضجر" قرر دخول هذا العنوان ويسجل فيه لتصادفه عدّة غرف وقد اختار أول واحدة، فرأى كثير من الناس يرتادون هذا الموقع.
"فيصل" كان أحد من صادف معه الدخول بنفس توقيت محمد، بدأ الحديث محمد قائلًا: مرحبًا، أنا جديد ها هنا ولا أعرف كيف أستخدم الموقع بشكل جيد
رد عليه فيصل: أهلًا بك، أنا كذلك قد قمت بالتسجيل هنا عن طريق المصادفة قبل بضعة أيام.
- "صدفة" خير من ألف ميعاد.
- نعم هذا صحيح.
دار حديث طويل بينهما، قرر كل منهما أن يختار غرفة فارغة لكي يتمكنا من أخذ كامل الراحة بالحديث، بالفعل وجدوا ففي اليوم التالي دخلا غرفة خاوية ليستقر كل منهما فيها، حتى أصبح الملل مع الوقت سيد الموقف، اقترح فيصل على محمد بالدخول في أحد المواقع واللعب فيه بلعبة حرب شهيرة ورائعة، قَبِل اقتراحه محمد وذهبا للعبة و لعبوا واستمتع محمد بها، وبعد أن شيد قريته وأقوى عتاده، أعلن الحرب محمد على فتاة ليحطم ما بنته، فقررت أن تتحالف معه في هذه اللعبة مجبورة، اسم الفتاة "جود" وكانت قد تعبت كثيرًا لبناء هذه القرية مع صديقتها "سديم" التي وبختها بسبب تحالفها مع محمد، دار حديث صغير بين محمد وجود ليعرف بأنها تبلغ من العمر تسعة عشر عامًا وصديقتها مثل ذلك، تحالف فيصل مع محمد والفتاتين في اللعبة، بدأوا بالحديث المطول، إلى أن قال محمد: نسيت أن تخبرني يا فيصل كم تبلغ من العمر؟
- أنا في عقدي الثاني من العمر
- جميل و أنا مثلك تمامًا.
بدأ كل واحد يسأل الآخر عن اهتماماته و أشياء تجذبه، ليصبح جواب فيصل هو الأغرب!
فقد قال: أنا مهتم في العالم الآخر وعالم الجن بالذات، أحب أن أجمع عنهم المعلومات بشغف.
قالت سديم : كفى حديثًا عن هذه المخلوقات فهي تخيفني.
بعد حديث مطوّل انتزعه منهم طلب تحالف في نفس اللعبة من مستخدم آخر، قرروا قبول التحفال لما رأوه من قوة في عتاده.
انظم لهم هذا الشخص في نفس المحادثة ليعرفهم عن نفسه قائلاً: مرحبًا أنا اسمي طارق وأبلغ من العمر ست عشرة سنة.
خاطبه فيصل: اووووه صغير جدًا وبإمكانك تحطيمنا!
- بالرغم من صغر سنك على مثل هذه اللعبة ولكنك أقوى، يا للعجب!
ردت جود: نعم، لا شأن للعمر بذلك فمن يهتم بالعمر الأحمق فقط.
قال فيصل مقاطعًا للكل: لننتهي من هذا الحديث الفارغ، سأخبركم بشيء، أنا لا أخشى الجن فهي مخلوقات حمقاء جدًا لدرجة أنها تبكي بمجرد خروج الشمس "قالها بلكنة سخرية مضحكة"
قاطعته سديم: مهلًا كفى إذا كنت فعلًا تعرف الكثير عن الجن فأنت بهذه الطريقة تستفزهم!
بزمجرةٍ قال طارق: دعيه يكمل !!
- نعم، أنا أعلم و لكني أريد تحديهم .. سئمت القراءة عنهم فقط، أريد رؤيتهم.
- كفى يا أحمق فأنا أيضًا أعلم عن الجن ما لا يقل عنك، يستحيل أن تراهم على هيئتهم الحقيقية أبدًا.
- لنتحدث بأمر آخر بدأت أقلق من...
ليقاطعها بزمجرة غليظة طارق: أنا قلت لكم دعوه يكمل!!
- ما بك يا طارق متحمس هكذا، هل أنت محب للجن؟
- نعم نعم هيا أكمل.
- أنا أثبت لكل من يتواجد، العالم الآخر ضعيف جدًا وأضعف من عالمنا، وهم مملون لدرجة الجنون، مملون للدرجة التي ستجعلك تغفو بعد استيقاظك مباشرة!
بلكنة سخرية واستخفاف استتبع حديثه: سأقول شيئًا آخر ثم سأخلد إلى النوم لأن الساعة قاربت الواحدة ليلاً، الجن كائنات بدائية وجهلة، لا يفقهون إلا هز الأرفف وإسقاط الأواني.
إلى اللقاء غدًا...
امتعض محمد من سفاهة قول فيصل، وقال لهم بصوتِ غضب: لاتعيروا كلامه أي اهتمام، إني لا أراه إلا جاهلًا ومتهورًا.
بضحكة خافتة قال لهم طارق: لا مشكلة لا مشكلة، سنرى إلى أين سيذهب بنا جهله، أنا ذاهب للنوم كذلك، تمتعوا بنوم وافر فقد تتمنونه في الغد ولا يأتي، اللعبة ستوشك على البدء!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق